يعتبر تمزق أوتار الكتف من الإصابات الشائعة في مفصل الكتف، وذلك لتعدد أنواعه وأسبابه. يحدث التمزق في الأوتار التي تربط عضلات الكتف بالعظم، والمسؤولة عن استقرار المفصل وسهولة حركته. قد ينجم عن إصابة مفاجئة مثل السقوط أو رفع وزن ثقيل، أو عن الضعف التناكسي التدريجي للأوتار مع التقدم في العمر. يؤدي التمزق إلى ضعف الكتف، ألم مستمر، وصعوبة في أداء الأنشطة اليومية، مما يجعل التشخيص المبكر والعلاج المناسب ضروريين للحفاظ على وظيفة المفصل بشكل كامل.
الأسباب والعوامل المؤدية الى تمزق الاوتار
تمزق أوتار الكتف يحدث نتيجة عدة عوامل، أهمها:
- الإصابات المباشرة: مثل السقوط على اليد أو الكتف، أو رفع وزن ثقيل بطريقة مفاجئة، ما يؤدي إلى تمزق الأوتار فورًا أو الإصابات الرياضة.
- الضعف التناكسي التدريجي للأوتار مع التقدم في العمر: مع تقدم العمر، تضعف مادة وقوة الأوتار و تتناكس، مما يجعلها أكثر عرضة و سهولة للتمزق حتى مع حركات بسيطة.
- الأمراض المزمنة: بعض الحالات مثل التهاب الأوتار المزمن أو أمراض المفاصل يمكن أن تضعف الأوتار وتزيد من فرصة تمزقها.
- الإجهاد المتكرر: الحركات المتكررة للذراع والكتف، كما في بعض الرياضات أو الأعمال اليومية، تزيد من خطر تمزق الأوتار مع مرور الوقت.
يعتمد تشخيص تمزق أوتار الكتف على تقييم شامل للحالة. يبدأ الطبيب بأخذ التاريخ الطبي لمعرفة طبيعة الإصابة، مدة الأعراض، ونمط الأنشطة اليومية التي قد تؤثر على الكتف. يلي ذلك الفحص السريري لتقييم قوة العضلات، نطاق حركة المفصل، ووجود الألم أثناء الحركات المختلفة. لتحديد حجم التمزق وموضعه بدقة، يُستخدم الرنين المغناطيسي (MRI) لتشخيص تمزق أوتار الكتف و تحديد درجة التمزق و شدته بدقة.
كما تساهم بعض العوامل التشريحية في زيادة احتمالية التمزق، مثل ضيق الزاوية بين عظم الفخذ والساق (زاوية Q)، خاصة لدى النساء، إذ يجعل ذلك الرباط أكثر عرضة للإجهاد أثناء الحركات الالتفافية السريع
أعراض تمزق أوتار الكتف
تشمل أعراض تمزق أوتار الكتف ما يلي:
- ألم في الكتف: قد يكون مستمرًا أو يظهر مع حركات معينة، خاصة عند رفع الذراع فوق الرأس.
- ضعف العضلات: صعوبة رفع أو حمل الأشياء بسبب ضعف العضلات المتصلة بالأوتار.
- محدودية الحركة: صعوبة تحريك الكتف بحرية أو شعور بتيبس المفصل.
أصوات غير طبيعية: أحيانًا سماع صوت فرقعة أو احتكاك عند تحريك الكتف.
تظهر أعراض تمزق الرباط الصليبي الأمامي عادة مباشرة بعد الإصابة، حيث يشعر المصاب بـ صوت فرقعة أو طقّة داخل الركبة يتبعها ألم حاد وتورم سريع خلال الساعات الأولى.
يواجه المصاب صعوبة في الوقوف أو متابعة النشاط بسبب عدم ثبات الركبة وشعوره بـ الألم والتورم الشديدين عند الحركة أو الالتفاف.
مع مرور الوقت، قد يلاحظ الشخص ضعفًا في العضلات المحيطة بالركبة وصعوبة في أداء الحركات السريعة أو عند النزول عن الدرج.
وفي حال وجود إصابات مرافقة، مثل تمزق الغضروف الهلالي أو ازاحة الرباط المتمزق داخل المفصل، قد يشعر المصاب بـ انقفال في حركة الركبة أو صعوبة في ثنيها ومدّها بشكل كامل.
التشخيص
يعتمد تشخيص تمزق الرباط الصليبي الأمامي على الفحص السريري والتاريخ المرضي للمصاب و وصف آلية الإصابة، مع دعم النتائج بالفحوصات التصويرية عند الحاجة.
- الفحص السريري: يقوم الطبيب بتقييم الركبة مباشرة، مع ملاحظة تورمها، عدم ثباتها، وحركة المفصل، بالإضافة إلى إجراء اختبارات يدوية خاصة لفحص ثباتية الرباط، التي تساعد في التأكد من فقدان ثبات الرباط و الركبة.
- التصوير بالأشعة السينية (X-Ray): عادةً لا يظهر تمزق الرباط مباشرة، لكنه يُستخدم لاستبعاد كسور أو إصابات عظمية مرافقة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): هو الأداة الأساسية لتأكيد التشخيص، حيث يظهر تمزق الرباط بشكل واضح ويكشف عن أي إصابات مرافقة في الغضروف الهلالي أو الغضاريف المفصلية.
الجمع بين التاريخ المرضي، الفحص السريري، وتصوير الركبة بالرنين المغناطيسي يسمح للطبيب بوضع تشخيص دقيق وتحديد خطة العلاج المناسبة لكل حالة.
أنواع تمزق أوتار الكتف
تمزق أوتار الكتف يمكن أن يكون جزئيًا أو كاملًا، ويختلف في شدته وتأثيره على وظيفة المفصل:
- التمزق الجزئي (Partial Tear):
- يحدث عندما تتأذى بعض ألياف الرباط فقط دون انقطاعه بشكل كامل، إذ يفقد الرباط وظيفته بشكل جزئي و يشعر المصاب بألم وتورم محدود مع درجة خفيفة إلى متوسطة من عدم الثبات، لان الرباط ما زال يحتفظ بجزء من وظيفته في دعم المفصل.
- غالبًا ما يُعالج هذا النوع بالعلاج التحفظي مثل الراحة، العلاج الطبيعي، وتقوية العضلات المحيطة بالركبة.
- التمزق الكلي (Complete Tear):
- يحدث فيه انقطاع كامل لألياف الرباط، مما يؤدي إلى فقدان وظيفته بشكل كلي، ما يفقد الركبة ثباتها خاصة أثناء الحركات الالتفافية أو الجري.
- يُصاحب الحالة عادة تورم سريع وشعور بعدم الأمان عند الوقوف أو تغيير الاتجاه.
- تتطلب هذه الحالة غالبًا تدخلاً جراحيًا لإعادة زراعة الرباط واستعادة ثبات المفصل، خصوصًا لدى الرياضيين أو الأشخاص النشطين بدنيًا أصحاب النشاط الوظيفي العالي.
العلاج
يعتمد علاج تمزق أوتار الكتف على شدة التمزق و حجمه، عمر المريض، وحجم نشاطه الوظيفي اليومي. و غالبًا ما يبدأ العلاج بالعلاج التحفظي قبل التفكير بالجراحة، إلا إذا كان التمزق كاملًا و كبيرا أو في حالات عدم الاستجابة للعلاج التحفظي.
يشمل العلاج التحفظي ما يلي:
- الأدوية: مثل مضادات الالتهاب ومسكنات الألم لتقليل التورم والانزعاج.
- الراحة وتخفيف الحمل: تجنّب الأنشطة المجهدة أو الحركات الالتفافية المفاجئة للسماح بالتعافي التدريجي.
- العلاج الطبيعي: يعتمد على برنامج تأهيلي متدرّج لتحسين الحركة والقوة والثبات، ويُقسم إلى ثلاث مراحل رئيسية:
- المرحلة الأولى: المرحلة الحادة
- الراحة وتخفيف الحمل عن المفصل.
- تطبيق الثلج لتقليل التورم.
- تمارين بسيطة للحركة السلبية لتجنب تيبس المفصل.
- تحفيز عضلات الفخذ كهربائيًا عند الحاجة للحفاظ على كتلتها العضلية.
